الحمد لله رب العالمين والصلاة
والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث
أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث،
وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس
على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو
أثرّت عليّ.
تعريفي الشخصي للإنجاز هو
تحقيق شيء مفيد سواء للنفس أو للمجتمع. وبناء على هذا التعريف فإن الإنجازات التي
يمكن أن يحقّقها الشخص كثيرة جدا ولكن للأسف الشديد لا يدرك كثير من الناس هذا
الأمر ويقتصر تعريفهم للإنجازات على الأمور الضخمة والكبيرة التي تحقق تأثيرا
كبيرا على مستوى البشرية.
لا شكّ بأن الإنجازات
الكبيرة مطلوبة ولكن الواقع يقول أنها غير متوفّرة في متناول الجميع، فالإنجازات
الكبيرة تحتاج إلى جهود وأوقات وتضحيات وعلم ومعرفة وهي أمور لا يقوم بها سوى
المتميزون والعظماء، وفي الحقيقة فهؤلاء هم الذين يصنعون الفارق بالنسبة للدول
والمؤسسات.
ولكن من غير المنطقي أن
نطلب من جميع الناس أن يحققوا إنجازات كبيرة وفي نفس الوقت نستطيع أن نقول لهم
بأنكم يمكنكم تحقيق إنجازات أخرى قد تكون صغيرة أو بسيطة في عيون البعض ولكنها في
نهاية الأمر إنجازات لأنها تفيد الشخص والمجتمع.
كلمة إنجاز بطبيعتها
إيجابية وهي تعطي طاقة إيجابية للشخص، وبالتالي عندما يعرف الشخص بأنه يحقق
إنجازات ببعض الأفعال التي قد لا يعطي لها بالا فإن ذلك سيرفع من معنوياته بكل
تأكيد. دعني أضرب أمثلة لبعض الأمور التي أعتبرها إنجازات: ذكر الله تعالى،
الابتسامة، إلقاء السلام والرد عليه، كلمة طيبة، نشر معلومة مفيدة، قولك (شكرا أو
جزاك الله خيرا)، اللعب مع الأطفال، تقديم نصيحة...الخ.
هذه مجرد أمثلة وإلا
فهناك الكثير من الأمور الحسنة والإيجابية التي يفعلها الشخص ويعتبرها أمورا
طبيعية وهي في حقيقتها إنجازات ولذلك فإننا نستطيع تحقيق وصناعة إنجازات كثيرة في
اليوم. عندما يستقرّ هذا المعنى في أنفسنا، سوف يدفعنا لتحقيق مزيدٍ من الإنجازات
حتى نصل إلى إنجازات كبيرة نحقّق بها الفارق والأثر بإذن الله تعالى. فالإنجازات
تجرّ بعضها بعضاً.
كلمة أخيرة:
جاء في الحديث الشريف: "لا تَحْقِرنَّ من المعروف شيئا، ولوْ أنْ تلقى أخاكَ بوجهٍ طَلْقٍ" (رواه مسلم)، والمعروف كلمة جامعة لكل شيء حسن، فمن يفعل أي معروف فهو يحقق إنجازا. والله الموفّق إلى كل خير والحمد لله رب العالمين.
لقراءة المقالة السابقة (اصنع سعادتك)، يرجى الضغط هنا
جزاك الله خيرا
ردحذفبعض الموضوعات تحتاج اكثر من مقال