الأحد، 26 يوليو 2020

مشاهدات (50) - فقط استمر



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

كنت كتبت فيما مضى سلسلة أسميتها ب (تحديات) حيث ذكرت بعض التحديات التي تواجه الأشخاص الذين يريدون التميز والنجاح في حياتهم، وذكرت من جملة التحديات تحدي الاستمرارية وأعني بهذا التحدي استمرار الشخص في القيام بالأمور التي تعينه على التميّز والنجاح في الحياة.

شاهدت كثيرا في أجواء العمل عن موظفين بدؤوا في عالم التميّز ثم ما لبثوا أن توقّفوا أو انسحبوا. الاستمرارية في عالم التميّز تحدّ كبير لأنه يتطلّب جهودا وأوقاتا وتضحيات وهو ما لا يستطيعه الكثيرون. أذكر أنني قرأت في إحدى كتب المؤلف جون سي ماكسويل أنه قام بزيارة أحد المعارض عن الفائزين بجائزة نوبل. العجيب كما يقول ماكسويل بأن كثيرا ممن فازوا بجائزة نوبل لم نعد نسمع لهم حسّا بعد أن فازوا بالجائزة. أي أنهم لم يستطيعوا الاستمرار.

(في سباق التميز، ليس هناك خطّ للنهاية)، مقولة جميلة ومُوفّقة أطلها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله تعالى ليوجّه رسالة بأن الاستمرارية من صلب التميز، فالتميز ليس فوزا بجائزة أو وصولا إلى مراكز متقدمة، وإنما التميز منهج حياة حتى آخر لحظة من العمر.

أمّا ما يعين على الاستمرارية فهو أولا توفيق الله تعالى ومعونته ثم وجود أهداف واضحة طموحة محددة وخطة عمل وتطوير دائم للنفس مع الحرص على الوجود في بيئة مشجّعة. تحدّي الاستمرارية يسقط فيه كثيرون للأسف ولن يستطيع تجاوز هذا التحدي إلا من جاهد نفسه واتخذ التميّز منهجا للحياة.

كلمة أخيرة:

قال صلى الله عليه وسلم: "أحَبَّ الأعْمالِ إلى اللَّهِ أدْوَمُها وإنْ قَلَّ" (رواه البخاري)، وكما قيل: (قليل دائم خير من كثير متقطّع)، والله الموفّق إلى كل خير والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (اصنع إنجازاتك)، اضغط هنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق