بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة
والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث
أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث،
وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس
على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو
أثرّت عليّ.
حضرت قبل فترة دورة تدريبية على منصة
لينكد إن التعليمية بعنوان (عقلية التعلّم)، وخلاصة الدورة بأن عقلية التعلّم من
صفات الناجحين والمتميزين في الحياة، إذ يحرص هؤلاء على تعلّم الجديد دائما
والاستفادة من خبرات وتجارب الآخرين.
من أراد الاتصاف بهذه العقلية فعليه
أولا أن يتّصف بالتواضع، فالعلم والمعرفة لا حدود لهما مهما كان الشخص خبيرا في أي
مجال، وقد لاحظت ذلك عندما أحضر دورة أو مؤتمرا أو اقرأ كتابا عن الابتكار أو
القيادة، فمع كثرة قراءاتي وحضوري للدورات والمؤتمرات في هذين الموضوعين فإنني أجد
الجديد دائما في الدورة أو المؤتمر الذي أحضره أو الكتاب الجديد الذي أقرأه، وهذا
شيء طبيعي بسبب البحوث والتجارب والخبرات الجديدة التي تحدث وتتكون من أشخاص
مختلفين.
أعود مرة أخرى إلى التواضع وأهميتها
بالنسبة للتعلّم، فبغير التواضع سيكتفي الشخص بما لديه ولن يتقبّل التعلّم من أحد
آخر خاصة إن شعر أنه دون منزلته أو أصغر منه عمراً مع أن الأصل هو التعلّم من
الجميع دون النظر إلى الجنس أو المكانة أو العمر. وبالطبع أتكلّم هنا عمن يحمل
علما نافعا يمكن الاستفادة منه.
عقلية التعلّم المستمر سينتج عنه
تطوّر على المستوى الشخصي سواء في جانب التفكير أو الثقافة، وسينعكس ذلك إيجابا
على المستوى الجماعي سواء كان ذلك أسرة أو مؤسسة أو مجتمعا. ولابدّ كذلك من
التنبيه على ضرورة الحرص على نشر العلم الذي يحمله الشخص بأي وسيلة يراها مناسبة،
فالعلم الذي يبقى حبيسا في داخل الشخص لا ينفع كثيرا وإنما ينبغي أن يتحول ذلك إلى
أثر إيجابي على الشخص أولا ثم على الآخرين.
الاتصاف بعقلية التعلّم صفة أساسية من
صفات المتميزين ولذلك فهي موجودة كمعيار أساسي في جوائز التميز سواء بشكل مباشر أو
غير مباشر. ومن الضروري كذلك تربية النشء على هذه الصفة الهامة سواء داخل الأسرة
أو في المدرسة.
كلمة أخيرة:
الأمر الوحيد الذي أمر الله تعالى
رسوله بالاستزادة منه هو العلم كما قال سبحانه: "وَقُل رَّبِّ زِدْنِي
عِلْماً" (طه 114)، وهذه الاستزادة تحتاج بشكل أساسي إلى عقلية التعلّم وهذا
ما كان واضحا في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي كان القدوة الأعظم في هذا
المجال. والحمد لله رب العالمين.
لقراءة المقالة السابقة (أحذر من الإحباط)، يرجى الضغط هنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق