بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة
والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث
أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث،
وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس
على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو
أثرّت عليّ.
من الأمور
الموجودة في حياتنا سواء انتبهنا لها أو لم ننتبه التغذية الراجعة (Feedback) وهي تعني الملاحظات التي يتلقّاها الشخص بعد أداء أمر ما وهي تأتي
بطرق متعددة وبأساليب مختلفة، والناس اتجاه هذه التغذية الراجعة مختلفون، فمنهم من
يتقبّل ذلك بصدر رحب ومنهم من يرفض بشكل قاطع وبين هذين الموقفين فريق آخر يقبل أو
يرفض بشكل أخف.
التغذية الراجعة
من أهم مداخل التميّز إن استفاد منها الشخص بالصورة الصحيحة وإن كانت الملاحظات
إيجابية وهادفة، ومن الضروري وجود هذه الثقافة في بيئة العمل والأسرة لأنها من
الأمور التي تساعد كثيرا على التطوير.
ولذلك تركّز
برامج التميز على التغذية الراجعة بعد انتهاء التقييم حتى تعطي المشاركين فرصة
للتحسين في المرات القادمة. وحتى في بيئة الأسرة، فالتغذية الراجعة بين الأزواج
والوالدين والأبناء ضرورة لأنها تساعد كثيرا على نجاح الأسرة مع الأخذ بالاعتبار
نوعية الملاحظات ووقتها وطريقتها حتى لا تؤدي إلى نتائج عكسية وسلبية.
بعض الناس لا
يعجبهم التغذية الراجعة بأي حال من الأحوال ويرفضونها رفضا شديدا. أحيانا قد يكون
معهم الحق في ذلك إن كانت الملاحظات غير منطقية بالمرة أو كانت الطريقة غير
مناسبة، ولكن أن يكون ديدن الشخص رفض أي تغذية راجعة فهذا مما لا ينبغي لأنه في
النهاية سيؤثر على الشخص نفسه من ناحية التطور في الأداء والشخصية والمعاملة.
نحتاج أن
نراجع أنفسنا في مواقفنا تجاه التغذية الراجعة، فربّما تكون بعضها سببا في تغيير
حياتنا نحو الأفضل وقد سمعت قصصا لعدد من العلماء المشهورين أثّرت فيهم تغذية
راجعة من شخص معيّن فكان سببا في تغيّر حياتهم، واقرؤوا إن شئتم قصة الإمام أبو
حنيفة والإمام مالك رحمهما الله تعالى.
كلمة أخيرة:
هناك نموذج جميل باللغة الإنجليزية يُطلق عليه (SARA Model – Natural Responses To Feedback ) وهو يبيّن موقف الناس اتجاه التغذية الراجعة. من الجميل قراءة هذا النموذج لمعرفة موقفك أنت حين تحصل على تغذية راجعة. والحمد لله رب العالمين.
لقراءة المقالة السابقة (عقلية التعلّم)، يُرجى الضغط هنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق