بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف
المرسلين، أما بعد:
فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو
أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد
يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على
كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت
عليّ.
كعادتي في كل عام، أكتب مقالا عن زيارتي لمعرض الشارقة
الدولي للكتاب والذي استمتع بزيارته وأستفيد منه كثيرا سواء بشراء الكتب أو برؤية
الناس صغارا وكبارا يقرؤون أو يشترون أو يشاركون في الفعاليات المختلفة التي
ينظّمها المعرض.
شعار المعرض كان في هذا العام بعنوان (بينك وبين الكتاب)،
وقد بحثت في محرّك البحث (جوجل) عن دلالة هذا الشعار فكانت الإجابة أنّ الشعار يركّز
على العلاقة المتواصلة والمتبادلة بين القارئ والكلمة المكتوبة، حيث يكشف القارئ
عن جوانب جديدة في نفسه بينما يستكشف عالمًا جديدًا من خلال القراءة.
ويهدف الشعار كذلك إلى تسليط الضوء على العلاقة الشخصية والعميقة التي تربط بين القارئ والكتاب الذي يقرأه. ويُبرز المعنى الضمني للشعار أن العلاقة ليست باتجاه واحد فقط، بل إن القارئ يتعرف على ما يقرأ، وفي الوقت نفسه، يكتشف القارئ جوانب جديدة من نفسه من خلال الكتاب. فعلا شعار جميل وجذّاب ذو معانٍ عميقة، فكلّ الشكر لمن اختار هذا الشعار.
كما يعلم الجميع بأنّ توجّه العالم يتجّه بصورة كبيرة نحو
عالم اللاورق وهناك أصوات كثيرة تنادي بأنّ الكتب المطبوعة ستختفي من العالم، ولكن
عند زيارة مثل هذه المعارض، تجد العكس تماما حيث تنتشر الكتب المطبوعة وبكثرة بل هي
في ازدياد والإقبال عليها في ازدياد كذلك. ولا يعني ذلك بالطبع عدم إقبال الناس
على الكتب الالكترونية، فالإقبال عليها كبير كذلك.
وما يسرّ القلب كذلك عند زيارة المعرض هو إقبال الشباب
والشابات على شراء الكتب بل والمشاركة في تأليف الكتب وبيعها والتسويق لها. كل ذلك
دليل خير لأي مجتمع فالقراءة كما يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد حفظه الله
تعالى: (هي المفتاح لمستقبل أجيالنا، وهي بوابتنا للابتكار والمعرفة).
كل الشكر لله تعالى ثم لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حفظه الله تعالى على رعايته ودعمه اللامحدود للثقافة والقراءة ثم لهيئة الشارقة للكتاب على جهودهم الرائعة في تنظيم هذا المعرض الجميل والمفيد. والله الموفّق إلى كل خير والحمد لله رب العالمين.
لقراءة المقالة السابقة (في رحاب سورة)، يُرجى الضغط هنا.
