السبت، 27 نوفمبر 2021

مشاهدات (80) - مجرّد فكرة

 بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

في كل مرة أتكلّم فيها عن الابتكار، أذكّر الحضور بضرورة تسجيل أفكارهم وتقديمها عبر القنوات المتوفّرة لديهم، فكما ذكر كثير من الباحثين بأنّ هناك كثير من الأفكار تمرّ علينا خلال اليوم ولكنّ القليل من النّاس من يقوم بالتقاط هذه الأفكار وتطويرها وتقديمها.

لنأخذ مثال التطبيقات الذكية المتوفرة، كل تطبيق منها عبارة عن فكرة كانت في عقول أصحابها ولو لم ينشروها في مكان ما لما رأيناها الآن أمامنا. وينطبق نفس الأمر على كل شيء تراه أمامك مثل الكراسي والطاولات وأجهزة التلفاز والأقلام والسيارات والطائرات وغيرها. وكذلك بالنسبة للتقنيات المتوفرة حاليا مثل الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز والافتراضي وانترنت الأشياء وغيرها. كلّها كانت في عقول أصحابها وخأخرجوها للعالم بعد ذلك.

تقديم الأفكار بحدّ ذاته خطوة إيجابية بغضّ النظر عن قبولها أو رفضها بعد ذلك، فربّما كانت هذه الفكرة هي سبب التغيير الذي سيحصل في العمل أو المنزل أو المجتمع وربّما العالم، ولا شكّ أنّنا ها هنا نقصد التغيير الإيجابي سواء كان صغيرا أو كبيرا.

نحتاج أن نتبنّى عقلية (تسجيل وتقديم ومشاركة الأفكار) لأنّ فائدتها كبيرة، ليس فقط على الشخص وإنمّا قد يمتّد إلى المجتمع والعالم. ولا بدّ هنا من التذكير بأنّه ينبغي للشخص الذي يريد تقديم فكرة ما أن يقوم قبل ذلك بواجبه من دراسة وتقديم معلومات كافية وفوائد متوقعة ثم يقوم بتقديمها حتى تكون فرصة قبولها أكبر.

وحتى إن تمّ رفض الفكرة فلا ينبغي للشخص أن يُحبَط ولكن يستفيد من الملاحظات ويقوم بالتقديم مرة ثانية وثالثة ورابعة، فقد تكون فكرة واحدة من بين عشرات ومئات الأفكار التي يقدّمها هي التي ستجلب الأنظار وتحقّق التغيير. هذا بالإضافة إلى أنّ الذي يقدّم الأفكار سيستفيد هو بشكل شخصي سواء بزيادة المعرفة وعمليات البحث والمقارنات وتعلّم طرق توليد الأفكار.

شئنا أم أبينا فإن إحدى محرّكات التغيير في العالم هي الأفكار والذي يتأمل الشركات العالمية التي تقود العالم حاليا، يجد بأنّ إحدى مجالات التنافس الرئيسة هي الأفكار. الأمر الهام هنا هي ألا تظلّ الفكرة حبيسة الرأس وإنما مشاركتها وتقديمها بالوسائل المتاحة ما استطاع الشخص إلى ذلك سبيلا. والله الموفق إلى كل خير والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (خواطر من معرض الشارقة للكتاب)، يُرجى الضغط هنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق