بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب
العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
فهدفي من هذه
المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري
أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من
المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور
التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.
يقول المؤلف
الأمريكي جون سي ماكسويل في كتابه (التفكير للتغيير): (البيئات السلبية تقتل آلافا
من الأفكار الرائعة كل دقيقة. البيئة الإبداعية على النحو الآخر تصبح مثل التربة
الزراعية التي تزرع فيها الأفكار كبذرة ثم تتبرعم ثم تثمر)، فالبيئة تلعب دورا
كبيرا في تنشئة أو هدم الأجيال أو الموظفين في نواحٍ كثيرة ومن أهمّها مسألة
الإبداع.
تأمل مثلا في
البيئة التي يحكي الله تعالى فيها عن إبراهيم مع ابنه إسماعيل عليهما السلام كما
قال الله تعالى: "وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ
وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ"
(البقرة 127)، فتبرز هنا قيمة المشاركة التربوية التي يقوم فيها الأب بمشاركة أمر
إيجابي مع ابنه فيتعلّم الابن أمورا كثيرة. ففي هذه الآية تبرز مثلا قيمة التعاون
في رفع قواعد الكعبة المشرّفة بين الأب إبراهيم عليه السلام مع ابنه إسماعيل عليه
السلام وهذا التعاون أساس من أساسات البيئة التي تشجّع على الإبداع والإيجابية.
وينطبق نفس
الأمر على بيئة العمل، فإن انتشرت قيم التعاون والاحترام والثقة والتسامح والتقدير
بين القادة والمدراء والموظفين، كانت الفرصة أكبر للإبداع والإيجابية. أمّا البيئة
السلبية سواء في المنزل أو العمل فهي كما قال جون ماكسويل تقتل الأفكار وتسخر من
مقدّميها ولا تقيم وزنا للمبدعين.
أمّا عن
صناعة البيئة الإبداعية أو السلبية، فهي بالدرجة الأولى من صنع الوالدين في المنزل
والمدراء والقادة في بيئات العمل. فهؤلاء بما يقولونه ويفعلونه يصنعون هذه البيئات
ونتيجة ذلك ستظهر على الأجيال والموظفين.
أصبحت البيئة
الإبداعية ضرورة وليست اختيارا في وقتنا الحالي وذلك لأنّ تطور المؤسسات
والمجتمعات والدول تعتمد بشكل كبير على الإبداع والابتكار، ومن الضروري البدء من
المنزل مرورا بالمدارس والجامعات وانتهاء في بيئات العمل، فإن حصل ذلك كانت فرصة
وجود البيئات الإبداعية أكبر وسيسهم ذلك بلا شك في زيادة عدد المبدعين.
نحتاج كذلك أن نقرأ البيئات الإبداعية التي تتبعها المؤسسات العملاقة كجوجل وأمازون وأبل وغيرها وتطبيق الأفكار المفيدة منها سواء في المنزل أو في العمل. فالاستفادة من الآخرين يختصر الأوقات والجهود. والله الموفق إلى كل خير والحمد لله رب العالمين.
لقراءة المقالة السابقة (مجرّد فكرة)، يُرجى الضغط هنا.
اتمني ان يكون هناك مؤشر لقياس جودة بيئة العمل
ردحذف