الأربعاء، 16 فبراير 2022

مشاهدات (85) - دروس مستفادة

 بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

من البرامج التي أتابعها على قناة ناشيونال جيوغرافيك أبوظبي برنامج (تحقيق حوادث الطائرات) حيث يتناول حوادث متنوّعة مرّت بها طائرات مختلفة مع تحليلها والوقوف على أسبابها والتوصيات المرتّبة عليها.

والبرنامج بطبيعته محزن وممتع في نفس الوقت. فجانب الحزن يأتي من كون أغلب الحوادث مميتة، أما جانب المتعة فيأتي في التحقيق الذي يعقب الحادث والتعرّف على السبب الحقيقي له حيث يقوم المحقّقون بالتفكير والتحليل والبحث والسؤال والمناقشة حتى يصلوا في النهاية إلى السبب الحقيقي وراء الحادث.

البرنامج يرسل كثيرا من الرسائل المفيدة لنا في حياتنا مثل:

- أهمية دور القائد ومساعديه في الوصول بالناس إلى برّ الأمان وهذا ينطبق على جميع القادة في أي مكان. فخطأ واحد من القائد قد يكلّف الكثير بل قد يصل في حالة الطائرة إلى كارثة كبيرة وبالتالي على القائد ومن معه استشعار المسؤولية العظيمة الملقاة على عاتقهم.

- الإهمال وعدم اتّباع التعليمات لها آثار خطيرة وقد تتسبّب بنتائج كارثية وهذا ما حصل من بعض قادة الطائرات أو مساعديهم حيث قادهم إهمالهم إلى كوارث عظيمة. فالانتباه واستشعار المسؤولية من أهم وظائف القادة حتى يحقّقوا الأهداف المرجوة.

- شاهدت في بعض الحلقات استماتة بعض قادة الطائرات في النجاة والوصول بالمسافرين إلى برّ الأمان رغم حدوث مشاكل كبيرة في الطائرات، ومع ذلك استطاع البعض منهم النجاة بالركّاب ممّا يؤكّد أهمية استخدام المهارات والخبرة والتواصل الفعّال للقائد.

- التدريب له دور كبير في تصرّف القائد ومن معه في الحالات المختلفة، وقد لاحظت في أكثر من حلقة توصية المحقّقين بضرورة التدريب الفعّال للقادة ومساعديهم حتى تحصل لهم المعرفة ويتعلّموا المهارات المطلوبة.

- التعلّم من الأخطاء والتحليل والمناقشة من الأمور الهامّة جدا حتى تتم الاستفادة القصوى من هذه الأخطاء وضمان عدم تكرارها في المستقبل قدر الإمكان. وهذا ينطبق على جميع أمور الحياة حيث أنّ الأخطاء جزء من طبيعة البشر وبالتالي علينا التعلّم والاستفادة منها وتحويلها إلى دروس مستفادة وفرص للتطوير.

هذه بعض الأمور التي استفدتها شخصيا من متابعة هذا البرنامج، وفي اعتقادي فإنّ الأهم من كل ما ذكرته هو التوكّل على الله تعالى أولا وقبل كل شيء وطلب الإعانة والتوفيق والتيسير منه سبحانه ثم يأتي بعد ذلك اتّخاذ الأسباب التي ذكرنا بعضا منها. والله الموفّق إلى كل خير والحمد لله رب العالمين. 


لقراءة المقالة السابقة (قصص نجاحات الآخرين)، يُرجى الضغط هنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق