الأربعاء، 6 يوليو 2022

مشاهدات (92) - التعامل مع الآخرين

 بسم الله الرحمن الرحيم 


 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

في كتابه (قراءة العقول)، يقول نيكولاس إيبي: (عقول الآخرين ليست كتبا مفتوحة أمامنا، ولكن ذلك لا يثنينا من محاولة قراءتها على أية حال. الأدوات المتاحة تحت تصرفنا البديهي، عقلنا نفسه والصور النمطية الموجودة لدينا عن عقول الآخرين). شخصياً، اعتبر التعامل مع الآخرين تحديّا من التحديات الموجودة في الحياة وذلك باختصار لأننا نتعامل مع بشر.

هؤلاء البشر يختلفون اختلافا شديدا فيما بينهم ولذلك يتطلّب التعامل مع كل واحد منهم متطلّبات وقواعد معيّنة. لنأخذ مثالا واحدا وهو مسألة الأعمار وكيفية التعامل معها حيث يتطلّب منّا تعاملا مختلفا مع الفئات العمرية المختلفة كالأطفال والشباب والكهول والشيوخ. ليس هذا فحسب، وإنما في كل مرحلة هناك تعامل مختلف حيث يختلف التعامل مثلا مع طفل ذو سنة واحدة عن الطفل ذو الثلاث أو الخمس سنوات، وكذلك الحال بالنسبة للشباب حيث يختلف التعامل مع شخص في أول الشباب عنه في سنّ الثلاثين أو الأربعين.

هذا بالنسبة للأعمار فقط، وهناك مسألة الأقارب والأصدقاء والجنسيات المختلفة والجنس الآخر والمكانة الاجتماعية والنفسيات وغيرها من المعايير التي يتطلب منّا معرفة التعامل الصحيح مع كل منها. لماذا أطرح هذا الأمر؟ لكي نكون إيجابيين في تعاملنا قدر الإمكان مع الكل فنكسب الاحترام والتقدير ولا نكون مصدر سلبية وتعاسة مع من نتعامل معهم.

وهنا يأتي دور العلم والمعرفة في كيفية التعامل مع الآخرين حيث أنّه كلما قرأنا وتعلّمنا ثم طبّقنا هذا العلم، كان ذلك أدعى لتعاملنا الإيجابي مع الكل. الاعتماد على الخبرة فقط لا يفيد كثيرا لأنّنا قد نتعلّم أمورا خطأ ونستمر في تطبيقها فينعكس ذلك سلباً علينا.

القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة مصدران لا غنى عنهما في تعلّم القواعد الصحيحة في التعامل مع البشر ثم يأتي بعد ذلك دور الكتب والدورات في متابعة التعلّم واكتساب المعرفة اللازمة في التعامل مع الفئات المختلفة.

كلمة أخيرة:

من القواعد الأساسية التي وضعها القرآن الكريم في التعامل مع الناس قوله تعالى: "وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً" (البقرة 83)، وقوله تعالى: "وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" (فصلت 34). والله الموفّق إلى كل خير والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (رسائل من افتتاح مكتبة محمد بن راشد)، يُرجى الضغط هنا.

هناك تعليق واحد:

  1. ماشاء الله يا بشمهندس سينا بارك الله في عمرك وعلمك جميل جدا جدا

    ردحذف