الثلاثاء، 17 يناير 2023

مشاهدات (105) - برج الآمال

بسم الله الرحمن الرحيم 

 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

أعطاني قبل مدة أحد الزملاء الكرام في العمل كتابا بعنوان (برج الآمال) وهو يحكي قصة شخص نشيط مجتهد من دولة الهند اسمه (عبد الله كاتوكاندي) أصيب في حادث سيّارة وسبّب له الحادث شللا شبه كلّي حيث كان في بداية الأمر لا يتحرّك منه إلا رأسه ثم استطاع بعد مدّة تحريك أعضاء أخرى.


الكتاب جميل وممتع رغم بدايته الحزينة إلا أنّه بعد ذلك يبعث الأمل في جميع المرضى لأن هذا الشخص استطاع رغم هذه الإعاقة الشديدة أن يؤلّف الكتب ويسافر ويشارك في المؤتمرات والفعاليات المختلفة ويمارس كثيرا من أمور الحياة الاعتيادية بل وسافر كذلك إلى مكّة ليؤدّي هناك مناسك العمرة. كلّ ذلك أتى بتوفيق الله تعالى أوّلا ثم بالأمل الذي حمله هذا الشخص وانعكس ذلك إلى التحلّي بإرادة قوية لتخطّي التحدّيات المختلفة بل وبعث الأمل في الأصحّاء قبل المرضى.

والكتاب كذلك يرسل رسالة أخرى هامة وهي دور البيئة المحيطة بالشخص وخاصة الدائرة القريبة في تقوية ودعم هذا الأمل وتمثّل ذلك في الدعم اللامحدود التي قدّمته السيدة رقيّة زوجة عبد الله والتي قدّمت نموذجا للزوجة المتميزة التي دعمت زوجها في أحلك الظروف وساعدته ولازالت كذلك على تخطّي التحديات المختلفة.

الأمل قوة لمن يحمله ولذلك حثّ عليه الإسلام من خلال القرآن الكريم والسنّة النبوية في آيات وأحاديث متعددة، ولكنّه ربط ذلك بالعمل وأخذ الأسباب بجانب هذا الأمل حتى يكون الشخص إيجابيا. ويذكّرني هذا أيضا بالبرنامج الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رعاه الله تعالى والذي أُطلِق عليه (صنّاع الأمل) والذي يكافأ الأشخاص الذين يبعثون الأمل في الناس من خلال أنشطة مختلفة يقومون بها.


نحتاج إلى التحلّي بالأمل ونشره خاصة في هذا الزمن الذي انتشر فيه كثير من الأخبار والأحداث السلبية كما فعل عبد الله كاتوكاندي حينما استطاع بالأمل الذي يحمله بعد توفيق الله تعالى أن يصنع المعجزات مقارنة بمن هو في حاله. أسأل الله تعالى العافية وأن يوفّقنا جميعا إلى كل خير، والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (ماذا تعلّمت من كأس العالم؟ - الجزء الثاني)، يُرجى الضغط هنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق