الأربعاء، 19 يوليو 2023

مشاهدات (114) - تطوير الذات...توازن وواقعية – الجزء الأول

بسم الله الرحمن الرحيم 

 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

تطوير الذات من المواضيع المنتشرة في القديم والحديث، ربّما بمسمّيات مختلفة ولكنّها تركّز كلها على نفس الموضوع. إذا بحثنا عن تعريف تطوير الذات في الكتب أو المواقع الالكترونية فسنجد الكثير منها وكلّها تدور حول تحسين أو تنمية الإنسان نفسه في المجالات المختلفة، وهذا التحسين قد يكون صغيرا أو كبيرا، مؤقتا أو دائما، يتحقق سريعا أو يحتاج لمدة أطول وهكذا.

المبدأ جميل ونحتاجه جميعا في حياتنا إذا أردنا التميّز والنجاح والفلاح في الدنيا والآخرة. وحتى في المؤسسات، يقوم الموظفون بدخول دورات لتطوير مهاراتهم التي يحتاجونها في العمل مثل إدارة الوقت وتقديم العروض والاتصال والكتابة والإدارة وغيرها، وكل ذلك يدخل في تطوير الذات.

وكذلك يحتاج الوالدان في الأسرة إلى تحسين أنفسهم باستمرار وخاصة في مجال العلاقات الأسرية وتربية الأبناء والتعامل مع الآخرين وغيرها. وقس على ذلك في أي مجال آخر. ومع كلّ هذه الضرورة والإيجابيات لموضوع تطوير الذات، ظهرت مشكلة لهذا الموضوع خاصة في السنوات الأخيرة.

المشكلة هي عدم الواقعية في الطرح عند البعض ويرجع ذلك في وجهة نظري إلى قلة معرفة الكاتب أو المحاضر من ناحية أو الرغبة في الكسب المادي من ناحية أخرى حيث تجد أنهم قد قرؤوا كتابا أو كتابين وحضروا دورة أو دورتين بدون التعمّق في الموضوع ثم يقومون بذكر نماذج غريبة أو نادرة في مجال تطوير الذات مثل قراءة مئات أو آلاف الصفحات في اليوم الواحد أو اتباع نظام صحي غريب أو ممارسة عبادة قد لا يقدر عليها الكثير وغيرها.

الأصل في تطوير الذات هو التوازن والواقعية بمعنى أن تكون هناك خطوات مدروسة للشخص، وكلمة (مدروسة) هنا هامة جدا لأنّ ما قد ينفع شخص ما قد لا ينفع شخصا آخر. والأصل أن يتّخذ الشخص تحسينات صغيرة بدل القفزات الهائلة لأنّ ذلك أدعى للاستمرار والتحسين المستمر.

عندما يصبح موضوعا ما تجاريا بمعنى أنّه يصبح مطلوبا عند المؤسسات والأشخاص كما هو موضوع تطوير الذات، يقوم البعض باستغلال الأمر للأسف الشديد ويطرح مواضيع وأطروحات وأمثلة غير واقعية في مسألة تطوير الذات مما يسبّب نفورا وابتعادا بعد فترة ما بدل الإقبال على هذا الموضوع الهام.

نحتاج إلى الواقعية والتوازن في موضوع تطوير الذات، ففي النهاية ليس الهدف من تطوير الذات هو الآخرين وإنما الشخص نفسه، والحرص على الدعاء وطلب التوفيق من الله تعالى من الأمور المعينة على تطوير الذات. وللحديث بقية والله ولي التوفيق والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (مواهب شابة إيجابية)، يُرجى الضغط هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق