الأحد، 17 ديسمبر 2023

مشاهدات (124) - فرص يومية

بسم الله الرحمن الرحيم  


 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

رُوِي عن بعض العلماء وقيل أنّه الحسن البصري رحمه الله تعالى قولهم: (ما من يوم ينشقّ فجره إلا ويُنادى: يا ابن آدم أنا خلق جديد، وعلى عملك شهيد، فتزوّد منى فإني إذا مضيت لا أعود إلى يوم القيامة). سبحان الله، يعطينا الله تعالى في كل يوم فرص كثيرة لكي نتزوّد من الحسنات والطاعات وذلك من وقت أن نستيقظ حتى ننام. 

هذه الفرص اليومية الكثيرة يتمنّاها كل ميّت رحل عن هذه الدنيا خاصة من كان لا يتوقّع أن يأتيه الموت في لحظته. فهذه النعمة الكبيرة، نعمة أن نعيش في كل يوم، يجب أن نشكر الله تعالى عليها كثيرا خاصة أنّ البعض قد لا يحصل على الفرصة فيرحل قبل أن يدرك يومه أو ليلته.

وقد صلّيت اليوم في مسجد الصحابة بالشارقة على خمس جنائز بعد صلاة الظهر، ثلاث منها كانت لشباب. أسأل الله تعالى أن يرحم هؤلاء الموتى وجميع موتى المسلمين. هؤلاء الموتى وخاصة الشباب لم يعرفوا أنّ مصيرهم سوف يأتي في هذا اليوم، ولكّن الله تعالى أعطانا نحن هذه الفرصة لكي نعيش حتى نزداد من رصيدنا في الحسنات والطاعات.

نحتاج أن نغتنم هذه الفرص اليومية بشكل ممتاز، وقد قرأت بعض الكتب التي تدلّ الشخص على أمور يستطيع أن يفعلها فيحصل على حسنات كثيرة من أعمال يسيرة، ومن هذه الكتب كتاب (كيف تزيد عمرك الإنتاجي) للمؤلف محمد بن إبراهيم النعيم رحمه الله تعالى، وكتاب (الذكاء في العبادة) للمؤلف علاء نعمان.

رُوِيَ عن الحسن البصري رحمه الله تعالى أنّه مرّ على جنازة وكان معه شخص، فسأل الحسن ذلك الشخص: (ماذا يتمنّى هذا الميّت إن رجع إلى الدنيا؟)، فقال الشخص: (يعمل الصالحات ويزداد من الحسنات)، فقال الحسن رحمه الله تعالى: (إن لم يكن هو فكن أنت). وقد جاء في الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم: "اغتنِمْ خمسًا قبلَ خمسٍ: حَياتَك قبلَ موتِك، وصِحَّتَك قبلَ سَقَمِك، وفرغَك قبلَ شغْلِك، وشبابَكَ قبلَ هَرَمِك، وغِناك قبلَ فقرِكَ" (صحيح الجامع).

الأعمال الصالحة كثيرة جدا ومتنوعة كما قال الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة فالصلاة والزكاة والصيام والحج وصدق الحديث والأمانة وبر الوالدين وصلة الأرحام والوفاء بالعهود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر...الخ). نحتاج فقط إلى نبادر إلى هذه الأعمال ما استطعنا إلى ذلك سبيلا قبل أن يأتينا الموت في وقت لا نعرفه. والله الموفّق إلى كل خير والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (الشغف)، يُرجى الضغط هنا.

هناك تعليق واحد: