الاثنين، 30 ديسمبر 2019

مشاهدات (38) - التحليل



بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.
من الأمور التي لاحظتها منتشرة وبكثرة (التحليل). ولكي ندرك مدى انتشارها، دعوني أضرب بعض الأمثلة لانتشار (التحليل) في البيئات المختلفة:
في بيئة العمل، هنالك الكثير من التحليلات التي تجري مثل تحليل النتائج والمخاطر والموظفين والمتعاملين ومكان العمل ونقاط القوة والتحديات وغيرها. ويقوم بهذه التحليلات العديد من الموظفين بمستوياتهم المختلفة.
في بيئة الأسرة، هناك تحليلات كثيرة تجري كذلك، تحليل للأزواج والأبناء والأثاث والميزانية والرحلات والمناسبات وغيرها الكثير، ويقوم بهذه التحليلات جميع أفراد الأسرة كل على حسب مستواه وبما يناسبه في بعض الأحيان.
أما في عالم الرياضة وبالذات في كرة القدم، فحدّث ولا حرج، فالكل يحلّل النتائج والمباريات ووضع المنتخبات والفرق والدوريات المختلفة واللاعبين والجوائز وغيرها. وقس على ذلك في الرياضات الأخرى. والحال كذلك في المجالات الأخرى كذلك كالصحة والاقتصاد والثقافة والتقنيات والتاريخ...الخ.
ما يهمّني هنا هو كيفية الحصول على التحليل الصحيح أو فلنقل الأقرب إلى الصحة. من وجهة نظري، فالأمور التالية هامة عند القيام بأي تحليل في أي مجال:
- توافر المعلومات من مصادر مختلفة وموثوقة، فهنا أتكلم عن ثلاثة عناصر هي كثرة المعلومات وتنوّع مصادرها وموثوقيتها، فكلما زادت هذه العناصر، كان التحليل أقوى وأفضل.
- الفهم ضروري كذلك، فالتحليل الصحيح قائم بالدرجة الأولى على فهم المعلومات وهذا يأتي من وجهة نظري من القراءة الكثيرة والمتنوعة وسماع المختصين والعلماء في المجالات المختلفة.
وفي النهاية، يبقى كلام الشخص المحلّل رأي ينبغي احترامه، فربما كان صوابا وربّما كان غير ذلك، مع أنني لا أعتبر كل من قام بالتحليل محلّلا فعليا، فالتحليل علم له قواعده وأصوله. والذي يتعلّم هذا العلم سوف يفيد نفسه وعمله ومجتمعه بل وربما العالم إن قام بالتحليل المفيد والصحيح.
كلمة أخيرة ونحن في نهاية عام وبداية عام جديد بأن نحلّل أنفسنا وما حققناه وما أخفقنا فيه حتى نتحسّن ونمضي إلى الأفضل بإذن الله تعالى في تنمية أنفسنا وخدمة البلاد والعباد. والله الموفق إلى كل خير والحمد لله رب العالمين.

لقراءة المقالة السابقة (ولا يزالون مختلفين)، يٌرجى الضغط هنا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق