الأربعاء، 18 نوفمبر 2020

مشاهدات (57) - الاحترام ضرورة

 

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

المتأمل في السيرة النبوية يجد بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان في قمة الاحترام مع الجميع، مع أهله وأصحابه وأعدائه، مع الصغير والكبير والرجال والنساء والشباب والشيوخ وامتدّ احترامه صلى الله عليه وسلم للقوانين والأعراف والديانات الأخرى وحتى للحيوانات والجمادات. ولذلك كان صلى الله عليه وسلم مصدر احترام وتقدير من الجميع حتى من أعدائه في كثير من المواقف.

الاحترام من أهم الأخلاق التي تؤدي إلى النجاح والتميز في الحياة، فالشخص الذي يحترم الآخرين يحترمه الناس ويقدّرونه ويثقون به بعكس الذي لا يتّصف بهذا الخُلُق، وأعتقد أن هذا الأمر مُجرّب ومُشاهد.

في بيئة العمل، هناك حقيقة لا يجب أن نغفل عنها وهي أن الناس ليسوا كلّهم على نفس الصفة أو الأخلاق، فهناك من يحبّك وهناك من يكرهك، هناك من يتمنى لك النجاح والخير وهناك من يتمنى لك الفشل والشر. يجب علينا أن ندرك هذه الحقيقة في تعاملنا اليومي مع الموظفين، ومع ذلك ينبغي علينا أن نتحلّى في تعاملنا مع الجميع بالاحترام مهما كان موقف وتصرّف هذا الطرف الآخر.

هناك الاحترام كذلك في بيئة المنزل، فعندما يسود الاحترام بين الأزواج والآباء والأبناء والأشقّاء والخدم والسائقين، تكون فرصة هذا البيت في السعادة والنجاح أكبر من غيره. وينطبق هذا الأمر على البيئة الدراسية في المدارس والجامعات وكذلك في الأسواق والشارع وفي كل مكان.

يجب علينا أن نذكّر أنفسنا بهذا الخلق العظيم دائما خاصة مع ظروف الحياة المختلفة، فالاحترام ضرورة وفوائده كثيرة بل الخير كلّ الخير فيه، ولنتذكّر أن ثمرة الاتصاف بهذا الخلق سوف تعود بالدرجة الأولى على الشخص نفسه.

كلمة أخيرة:

مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، نحتاج إلى تذكّر وصية الله تعالى في كتابه الكريم: "وقولوا للنّاسِ حُسْناً" (البقرة 83)، ففي تطبيقها قمّة الاحترام. والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (القراءة من الضروريات وليست من الكماليات)، يُرجى الضغط هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق