بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
فهدفي من هذه
المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري
أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من
المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور
التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.
بين فترة
وأخرى يقوم برنامج (Google Photos) بتذكيري ببعض الصور التي التقطها قبل سنوات
معينة، وحين أرى الصورة يتراءى لي أنني ألتقطها قبل مدة قصيرة فإذا هي سنوات
فأتعجّب من مضي هذه السنوات بهذه السرعة الرهيبة.
أذكر أنني
كنت في اجتماع في أحد أيام الخميس فقال أحد الحاضرين (هلا بالخميس) فقلت له: وكأنه
البارحة حين سمعت منك هذه الجملة الأسبوع الماضي. هذه الحياة أصبحت سريعة جدا، لا
يكاد يبدأ أسبوع وإلا وينتهي بسرعة البرق وكذلك بالنسبة للشهر وحتى السنة. بالأمس
كنّا ننتظر قدوم سنة 2020 والآن نحن في منتصف 2021، سنة ونصف مرّت سريعة جدا.
ما الذي
يعنيه ذلك؟ يعني أننا نقترب أكثر وأكثر من نهاية حياتنا أو فلنقل بداية الحياة
الحقيقية بدخول القبر وما يتبعه من أحداث إلى أن نصل إلى المرحلة النهائية من جنة أو
نار. وذلك يدعونا إلى أن نتأمل في أنفسنا، هل نحن على الطريق الصحيح – طريق ما أمر
الله تعالى به – أو لا؟
نحتاج بين
فترة وأخرى أن نسأل أنفسنا هذا السؤال وأن نجيب بسرعة لأن الوقت يمضي سريعا ولا
ينتظر أحدا، والموت يأتي بغتة ولا يفرّق بين أحد. وبالتالي علينا أن نجدّد الإخلاص
والتوبة والإكثار من عمل الصالحات والابتعاد عن المعاصي والسيئات حتى نفوز في
الدنيا والآخرة. ولنتذكر دائما بأن الفوز الحقيقي هو ما قاله الله تعالى: "فَمَن
زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ" (آل عمران 185).
ولا يظنّ أحد
بأن تذكّر هذا الأمر يدعوا إلى الحزن والإحباط، بل ينبغي أن يدعوا إلى الإيجابية
والبذل والسعي كما هو حال العظماء والمتميزين الذي يستثمرون أوقاتهم في الخير
والمفيد إلى آخر لحظة من حياتهم.
كلمة أخيرة:
جاء في
الحديث الشريف: "واللَّهِ ما الدُّنْيا في الآخِرَةِ
إلَّا مِثْلُ ما يَجْعَلُ أحَدُكُمْ إصبعه هذه - وأشار يحيى بالسبابة- في اليم، فَلْيَنْظُرْ
بمَ تَرْجِعُ؟" (رواه مسلم)،
لقراءة المقالة السابقة: (المثالية)، يرجى الضغط هنا.
متعك الله بالصحة والعافية والعمر المديد وجزاك الله خير بهذا المقال النافع
ردحذف