الاثنين، 16 مايو 2022

مشاهدات (89) - (القيادة بالحب (الشيخ خليفة بن زايد رحمه الله تعالى نموذجاً))

 بسم الله الرحمن الرحيم  


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

أنطلق من قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه: "خِيارُ أئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ ويُحِبُّونَكُمْ، ويُصَلُّونَ علَيْكُم وتُصَلُّونَ عليهم" (رواه مسلم) ومن خلال قراءتي لعلم القيادة، وجدتّ أن هناك أصنافاً مختلفة في القيادة ومن هذه الأصناف القيادة بالحبّ.

منذ أيّام قليلة، انتقل إلى رحمة الله تعالى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة والذي أسأل الله تعالى أن يتغمّده برحمته ويدخله فسيح جنّاته. وقد كان رحمه الله تعالى مثالا للقائد المحبّ لشعبه وقد رأينا ذلك خلال حياته وبعد مماته.

تنطلق هذه القيادة من حرص القائد على شعبه حيث يسعى لتوفير المتطلبات الأساسية لهم بجانب إطلاق المبادرات والمشاريع التي تساهم في تقدّم المجتمع ورقيّه. بالإضافة إلى حرصه على سماع الناس ومتطلباتهم بكل تواضع واحترام. هذه الصفات تجعل الناس تحبّ هذا القائد وتحترمه وتثق به وهذا ما كان عليه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رحمه الله تعالى.

الطيبة والتسامح والكرم والعطاء الذي كان لدى الشيخ خليفة رحمه الله تعالى شهد له القريب والبعيد وقد شهد له قبل ذلك والده الشيخ زايد رحمه الله تعالى رحمة واسعة، فكان الشيخ خليفة خير خلف لخير سلف.

القيادة بالحبّ لا يستطيعه كل قائد لأنّه يتطلب صفاتا معيّنة من القائد وقبل ذلك وبعده حبّ الشعب لهذا القائد والذي يُعدّ تحدّياً كبيراً، ولكنّ الشيخ خليفة رحمه الله تعالى استطاع أن يكون هذا القائد بأفضل صورة ممكنة وهذا توفيق من الله تعالى أولا ثم بتربية والده الشيخ زايد رحمه الله تعالى له.

القيادة بالحبّ من أفضل أنواع القيادات لأنّ لها آثارا إيجابية ضخمة لعلّ أهمّها مساعدة الشعب لهذا القائد في خططه وأهدافه ثمّ الدعاء له بالخير والتوفيق والسداد كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق: "ويُصَلُّونَ علَيْكُم وتُصَلُّونَ عليهم".

كلمة أخيرة:

أسأل الله تعالى أن يوفّق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة إلى ما يحبّه سبحانه ويرضاه وإلى ما فيه صلاح البلاد والعباد وأن يعينه على حمل هذه الأمانة، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه، والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (دروس من ألعاب القوى)، يُرجى الضغط هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق