الثلاثاء، 18 أكتوبر 2022

مشاهدات (99) - الساعة

بسم الله الرحمن الرحيم 



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

ما أول ما يخطر على بالك عندما تسمع كلمة (ساعة)؟ قد تتذكر شكل الساعة التي ترتديها الآن أو ارتديتها في السابق، أو تتذكّر أشكالا مختلفة من الساعات التي رأيتها عند الناس أو في المواقع أو في المحلات.

وقد يخطر على بالك أنواعا مختلفة من الساعات كالساعات الرقمية أو الذكية أو القديمة. وقد تتذكر الوقت أو موعدا هاما مرّ عليك أو تنتظره. وقد تمرّ عليك مشاعر مختلفة حين تسمع كلمة ساعة كالتوتر أو الفرح أو الحزن أو الغضب تبعاً للمواقف التي مررت بها والتي كانت مرتبطة بالوقت أو المواعيد. وقد تتذكر أمورا أخرى كثيرة مرتبطة بالساعة.

وقبل أن أبيّن ما الذي أريد الإشارة إليه هنا، أذكر أنّني كنت أنظّم لعبة للموظفين في مقر العمل تحت مسمّى (تخيّل وارسم) حيث تقوم فكرة اللعبة على إعطاء مشارك من المشاركين كلمة أو جملة ثمّ يُطلب منه رسم هذه الكلمة أو الجملة للآخرين من دون أن يتكلم وعلى الفريق أن يكتشف هذه الكلمة أو الجملة من خلال الرسم. والجميل في اللعبة أنّ المشاركين كانوا يعبّرون عن نفس الكلمة أو الجملة برسومات مختلفة.

الهدف من هذه اللعبة وممّا ذكرته عن الساعة أنّ الناس ينظرون لنفس الأمر أو الشيء بنظرات وتفسيرات مختلفة، فالساعة هي الساعة ولكن نظرة الناس إلى هذه الساعة مختلفة. وأستطيع كذلك أن أرى بوضوح هذا الشيء من خلال التحليلات والمقالات والتغريدات التي يكتبها الناس بعد مباراة معيّنة بل بعد حدث معيّن في تلك المباراة، فالمباراة واحدة والحدث واحد ولكن هناك اختلاف كبير بين الناس في رؤية وتفسير هذه المباراة أو الحدث.

هذا الاختلاف يأتي من أمور كثيرة كثقافة الشخص وتعلميه وطريقة تربيته والمواقف التي مرّ بها وخبرته وقراءاته وغير ذلك. الرسالة التي أودّ إيصالها هنا هي أنّنا يجب أن نحترم هذه الآراء ونتقبّلها سواء اتفقنا أو اختلفنا معها، والأمر الثاني هو أننا يجب ألا نفترض أنّ الناس سيكونون متفقين في كل شيء.

أقول ذلك لأنني لاحظت أنّ بعض الناس يستغرب أنّ هناك آراء أو تحليلات غير الذي يقول أو يفكّر به ممّا يسبّب في غضبه أو حزنه أو كآبته. الأصل دائما هو الاختلاف وليس الاتفّاق وصدق الله تعالى حين قال: "وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ" (هود 118)، فإذا اقتنعنا بذلك ارتحنا وأرحنا غيرنا. والله الموفّق إلى خير والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (التسويف)، يُرجى الضغط هنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق