الأحد، 27 نوفمبر 2022

مشاهدات (102) - استفادات من كأس العالم

بسم الله الرحمن الرحيم 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

لا شكّ أنّ الحدث الأبرز هذه الأيام هو كأس العالم لكرة القدم المقام في دولة قطر، ولا أريد هنا الخوض في تحليل المباريات أو المنتخبات أو اللاعبين فهناك أشخاص أكثر خبرة ومعرفة يقومون بهذا الأمر، هذا بالإضافة إلى أنّ أمر التحليل منتشر بكثرة في هذه الأيام في مختلف وسائل الإعلام. وبدلا من ذلك فإنني أحرص على متابعة بعض الأمور المتعلّقة بهذه الأحداث العالمية والتي تساهم في التطوّر والتميز سواء على المستوى الشخصي أو على مستوى المؤسسات والدول.

يشدّني كثيرا موضوع (قوة الإعلام) في كأس العالم، فمن خلال متابعتي لكؤوس العالم المختلفة، أجد تطوّرا هائلا في التغطية الإعلامية للبطولات. ولعلّ المتابع لكأس العالم يرى هذا الأمر واضحا من خلال كثرة ودقّة التفاصيل والمعلومات المتعلقة بالمنتخبات واللاعبين والمباريات وهذا كلّه يتم من خلال وسائل الإعلام المختلفة، فكل لقطة تتم التقاطها بواسطة مئات العدسات المنتشرة في أجواء الملعب بل ويتم تصويرها من زوايا لا تخطر أحيانا على البال، وقد لاحظت ذلك مثلا عند إصابة لاعب ما حيث يتم إظهار الإصابة بكل وضوح بل وطريقة الإصابة والمتسبب بها وغيرها.

وهذا الأمر لا يقتصر داخل الملعب فقط بل خارجه أيضا، فكل حركة من الجماهير خارج الملعب تتم التقاطها سواء كان قبل المباراة أو خلالها أو بعدها، ونفس الأمر متعلق بالأهداف والفرص والحكّام والحالات التحكيمية وانفعالات اللاعبين والمدربين والجماهير وتقنية الفيديو (الفار) وغير ذلك الكثير.

ما الذي أهدف إليه من كل هذا؟ أولا، كل هذا التطوّر في مجال الإعلام يوجد وراءه علم وعلماء في مجالات مختلفة، فحتى تتم التقاط صورة دقيقة من زاوية معيّنة، يحتاج ذلك إلى جهاز تصوير متقدّم وعدسات معيّنة من شركة التصنيع ثمّ تعلّم وممارسة من المصوّر، وكلّ ذلك يحتاج إلى العلم. وهذا يثبت أهمية العلم في جميع الأمور إذ هو أساس من أساسيات التطوّر والتميّز.

ثانيا، مع هذا التقدّم الهائل للإعلام، ازدادت أهمية الصور والإعلام المرئي أكثر وأكثر، فصورة واحدة أو مقطع واحد يغني عن آلاف الكلمات وهذا مُشاهد بشكل واضح في المباريات وبعد ذلك في التحليلات والتعليقات الكثيرة التي تحدث على الصور والمباريات، بل إن صورة واحدة ومقطع واحد يقف عليه المحلّلون كثيرا لكي يفسّروه أو يؤيدوه أو يعارضوه وهكذا.

أخيرا، أصبح للإعلام مع هذا التطوّر الهائل قوة كبيرة في تحريك مشاعر الناس، فبصورة واحدة تتغير المشاعر من الإعجاب إلى الكره أو العكس، وبمقطع واحد يتحول الناس من الرضا إلى الغضب أو العكس وهكذا. لا أريد هنا أن أعلّق على هذا الأمر بأنّه صحيح أو خطأ وإنما أريد أن أبيّن قوة الإعلام في هذا المجال.

كأس العالم ما زال يثبت أنّ التميّز ليس فقط في المباريات وما يتعلّق بها وإنّما في أمور كثيرة أخرى لعلّ أهمّها الإعلام وأتوقّع شخصيا أن نشهد تطوّرات أخرى في هذا المجال ربّما لم تخطر على بالنا في يوم من الأيام. والله ولي التوفيق والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (القراءة مرة أخرى)، يُرجى الضغط هنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق