الاثنين، 19 يونيو 2023

مشاهدات (112) - رسائل من زيارة المستشفى

بسم الله الرحمن الرحيم 


 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

لاشكّ أن الأغلب منّا زار المستشفى أو العيادات الطبيّة في مرات متعددة لأغراض مختلفة كالعلاج أو المرافقة أو الزيارة أو الاستفسار أو غيرها، وأودّ أن أقف معكم مع بعض الأمور التي رأيتها أو استفدت منها عند زيارتي للمستشفى:

- نعمة العافية من النعم التي يجب علينا تذكّرها بشكل دائم خاصة عند زيارتنا للمستشفى، فالأمراض التي تصيب الناس كثيرة، ولذلك وجب علينا سؤال الله تعالى العافية دائما لأنّها نعمة كبيرة وغالية جدا ولا يعرف قدرها إلا من ابتُلي بمرض ما. قال صلى الله عليه وسلم: "سَلوا اللهَ العفوَ والعافيةَ، فإنَّ أحدًا لم يُعْطَ بعد اليقينِ خيرًا من العافيةِ" (صحيح الجامع).

- قيمة العلم من الأمور التي يجب أن نتأملها كذلك حين زيارتنا للمستشفى، فلولا العلم لما كان هناك علاج أو أدوية أو نصائح طبيّة. وأيضا، فالعلم في مجال الطب متشعّب جدا حيث نرى تخصصات جديدة تظهر على الساحة بين فترة وأخرى مما يدل على وجود علوم وبحوث جديدة هذا غير التخصصات الكثيرة الموجودة في مجال واحد، وصدق الله تعالى حين قال: "وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلً" (طه 85).

- الأخلاق ضرورة وترتفع قيمتها واحتياجها في المواقف الصعبة. لا شكّ أن هناك مواقف صعبة وعصيبة كثيرة في المستشفى خاصة إن كان وضع المريض صعبا. وقد رأيت في مرات متعددة من يفقد أعصابه أو يغضب أو يتفوه بعبارات لا تليق وهذا كلّه مما لا ينبغي. صحيح أن الموقف قد يكون عصيبا وحرجا ولكنّ ذلك ليس عذرا لعدم الاحترام أو قول عبارات سيئة أو الغضب. الأخلاق كلّ لا يتجزأ بمعنى أنّه ينبغي لنا أن نطبّقه في كل وقت ومكان وهذا هو وصية النبي صلى الله عليه وسلم: "وخالِقِ الناسَ بخُلُقٍ حَسنٍ" (صحيح الجامع).

- كل من يزور المستشفى أو العيادة تكون له فترة أو فترات انتظار سواء للدخول على الطبيب أو لانتظار العلاج أو الأدوية من الصيدلية. وتختلف طول هذه الفترات بين الناس. الأمر المهم هنا هو استثمار هذه الأوقات بما يفيد الشخص في دنياه وآخرته سواء كان قراءة للقرآن أو ترديدا للأذكار أو قراءة مفيدة أو حديثا مفيدا مع الزوج(ة) أو الأبناء. كل ذلك أفضل مما يفعله بعض الناس من الإمساك بالهاتف المتحرك والتنقّل بين المواقع المختلفة من غير أي فائدة سوى تضييع الوقت. يمكن للشخص أن يفعل الكثير ويطوّر نفسه إذا استثمر هذه الأوقات.

هذه بعض الرسائل التي أحببت أن أذكّر نفسي والآخرين من زيارتنا لهذه الأماكن ولاشكّ بأن غيرها الكثير. اسأل الله تعالى أن يرزقنا العافية وأن يوفّقنا إلى كل خير، والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (الموهبة وحدها لا تكفي)، يُرجى الضغط هنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق