الثلاثاء، 30 أبريل 2024

مشاهدات (131) - عجيب أمر هذا النوم!!!

بسم الله الرحمن الرحيم 


 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

النوم آية من آيات الله تعالى كما قال سبحانه: "وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ" (الروم 23). قال الإمام ابن كثير رحمه تعالى في تفسيره لهذه الآية: (أي: ومن الآيات ما جعل لكم من صفة النوم في الليل والنهار، فيه تحصل الراحة وسكون الحركة، وذهاب الكلال والتعب).

لا أريد في هذا المقال أن أتكلّم عن الناحية العلمية في موضوع النوم فهناك الكثير من الدراسات والتجارب والأبحاث في هذا الموضوع ويمكن الرجوع إليها في أماكنها. ما أريد أن أوضّحه هو من خلال المشاهدة والتأمل في هذا النوم العجيب وكيف أنّه آية ومعجزة بالفعل.

فرغم أنّ النوم واحد، لكنّ الاختلافات المتنوعة الموجودة عند البشر وقت النوم كفيلة بأن ندرك هذه الآية العجيبة. فطرق النوم والاستيقاظ، وأوقاته وطوله وقصره، والأصوات والحركات التي تصدر من النائمين، وأهداف النوم ومستوى الاستغراق فيه والرؤى والأحلام وغيرها، كل ذلك متنوّع ومختلف مما يؤكّد كونه آية من آيات الله تعالى.

نحتاج أن نحمد الله تعالى كثيرا على نعمة النوم وخاصة إن كان الهدف منه الراحة والسكينة وذلك لأنّ هناك من الناس محرومون من هذه النعمة بل هناك مرضى لا يستطيعون النوم بل قد يُجبرون على ذلك بالأدوية والإبر.

ومن الأمور التي ينبغي التوقّف عندها كذلك هي كمية الأذكار التي وردت عند النوم، فالصحيح من الأذكار فقط لا تقلّ عن عشرة مما يدلّ على حرص الإسلام على النوم وأن يجعل الشخص خاتمة يومه على طاعة.

ختاما، هذه رسالة إلى الذين لديهم عادة مستمرة بالنوم لفترة طويلة:

أولا: مدح الله تعالى الذين لا ينامون كثيرا بقوله سبحانه: " كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ" (الذاريات 17)قال الإمام السعدي رحمه الله تعالى: (أي: كان نومهم بالليل قليلاً، وأمّا أكثر الليل، فإنهم قانتون لربهم، ما بين صلاة، وقراءة، وذكر، ودعاء، وتضرع).

ثانيا: الأصل ألا يضيّع الشخص فريضةً أو واجباً أو مصلحةً مثل الفرائض أو الوظيفة أو موعدا هاما بسبب النوم.

ثالثا: من يقرأ حياة العظماء والمؤثرين يجد بأنّ نومهم قليل ولعلّ هذا سبب من أسباب تميّزهم.

والله الموفّق إلى كل خير والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (لابدّ أن نفهم هذه الرسائل الهامة)، يرجى الضغط هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق