الجمعة، 2 أغسطس 2024

مشاهدات (136) - أكبر مكان للعبرة!!!

بسم الله الرحمن الرحيم 

 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:

فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.

أعرف بأنّ الحديث عن الموت والجنائز والمقابر ليس حديثا شيّقا أو ممتعا ولكنّه ضرورة لنا لكي نتذكّر مصيرنا الحتمي ونعرف حقّ اليقين بأنّنا جميعا على الموت مقبلون وإلى الله تعالى سائرون. ومن خلال زياراتي للمقابر أجد بأنّ تعامل الناس مع هذا المكان المهيب على أنواع مختلفة فمنهم من يعتبر ويتغيّر للأفضل ومنهم من لا يعتبر ويعود لحياته وكأنّ شيئا لم يحدث.

المقابر في وجهة نظري أكبر مكان لأخذ العبرة والعظة خاصة حينما نشاهد كيفية دفن الميّت ووضع التراب عليه ثم طلب الاستغفار والدعاء له بالرحمة والتثبيت عند السؤال. هذا الموقف رسالة واضحة لنا بأن نفهم حقيقة الحياة الدنيا وأنّها مهما طالت فهي قصيرة جدا، والنهاية الحتمية لنا هي هنا في هذا المكان حيث تبدأ حياة جديدة كليّة.

ولكن، هل كلّ الناس يدرك العبرة من زيارة هذا المكان؟ الله تعالى أعلم ولكنّ الظاهر أنّه ليس كذلك فالمتأمل في حال الناس حين زيارة القبور يجد بأنّ البعض يأتي إلى هذا المكان وكأنّه في مناسبة اجتماعية. والبعض الآخر يأتي فقط لتأدية واجب وإظهار نفسه بأنّه حضر الجنازة ومراسم الدفن، أمّا أفضل هؤلاء فهم من يعتبرون ويقفون أمام القبور ليعاهدوا الله تعالى على الاستمرار في عمل الصالحات واجتناب المحرّمات. ولذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "زوروا الْقُبُور، فَإِنَّهَا تذكّر فِي الدُّنْيَا وتذكّر الْآخِرَة" (رواه ابن ماجه).

صحيح أنّنا نرى وقت الجنائز أشخاصا لم نرهم من زمن ونريد أن نسلّم عليهم بل ونفرح لرؤيتهم وهذا لا يضرّ بإذن الله تعالى، ولكن لا ينبغي لذلك أن ينسيَنا عن الهدف الأساسي من زيارة المقابر وهو العبرة والعظة والأهمّ من ذلك هو الأثر الذي ستتركه هذه الزيارة على حياتنا في تغييرنا إلى الأفضل بإذن الله تعالى. والله الموفّق إلى كل خير والحمد لله رب العالمين.


لقراءة المقالة السابقة (الأمنيات الخمس!!!)، يرجى الضغط هنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق