الأحد، 17 فبراير 2019

مشاهدات (23) - المؤشرات العالمية



بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
شخصيا، أنا من المتابعين للمؤشرات العالمية المختلفة التي تصدر بين فترة وأخرى، أتحدث هنا عن مؤشرات مثل مؤشر الابتكار والسعادة والمعرفة وأفضل الجامعات وشركات الطيران وغيرها، وأنا أتابع هذه المقاييس مصادر مختلفة.
لاحظ مثلا هذه التغريدة الصادرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. فقد أشار سمّوه إلى مؤشر قوة الجوازات في العالم عندما أصبح جواز دولة الإمارات الأقوى عالميا مما يدل على أهمية هذه المؤشرات.


 هذه المؤشرات لها فوائد كثيرة بالنسبة لي، أولا تبيّن مدى منافسة الدول والمؤسسات والأفراد في دخول هذه المؤشرات ووجودها في المراكز الأولى. في النهاية، الوجود في الصدارة أو المراكز الأولى مصدر فخر.
تخيّل مثلا أن تقول دولة ما أنها الأولى في مؤشر السعادة أو الابتكار أو المعرفة أو تأتي جامعة ما لتذكر أنها في أعلى المراكز عالميا طبقا للمؤشر الفلاني. هذا غير الفخر الذي تعطيه للسكان أو العاملين في المؤسسات المختلفة. مرة أخرى، كم سيكون الشخص فخورا عندما يقول أنه من أسعد دولة أو من أعلى الجامعات.
من الفوائد كذلك أنها تبيّن مدى الجهود والبرامج التي تبذلها هذه الجهات لتكون على قمة هذه المؤشرات وهذا يتطلب تميزا كبيرا. ونتيجة لذلك، تصبح هذه الجهات – سواء كانت دولا أو مؤسسات – نموذجا في مجالها، فيسافر الناس من مختلف الجهات للتعرف عليها وعلى برامجها ومعرفة أسباب كونها على القمة بالإضافة إلى عقد مقارنات معيارية معها.
هذه المؤشرات تبيّن كذلك مسألة هامة وهي التخصص والتركيز في مجال أو مجالات محددة، فالدولة لا تستطيع المنافسة في كل المجالات وإنما تختار أمورا محددة تركّز عليها وتتطلع إلى الصدارة فيها. هذا بالطبع لا يعني عدم الاهتمام بالأشياء الأساسية الأخرى وإنما أقصد هنا الوصول إلى القمة. تأمل في دول كالدنمارك وسويسرا وفنلندا مثلا، تجد بأنها على قمة أو في المراكز الأولى في مقاييس محددة. التركيز يؤدي إلى التميز.
لا شك كذلك بأن هذه المؤشرات تُعتبر ترويجا مجانيا للدول والمؤسسات. بالطبع تبذل هذه الدول والمؤسسات جهودا وأوقاتا ضخمة للحصول على المراكز المتقدّمة، ولكن في النهاية قد تحصل على أضعاف ذلك بمجرّد وجود اسمها في مؤشر عالمي. الفوائد متعددة وأنصح الجميع بمتابعة هذه المؤشرات، والحمد لله رب العالمين.  

لقراءة المقالة السابقة (شكرا ديوا)، يرجى الضغط هنا

هناك تعليق واحد:

  1. صدقت واضيف ان مصداقية المؤشرات وطرق حسابها واحصائها بعد عاملا مهما في دقة هذه المقاييس واستخدامها لتحديد أهداف استراتيجية. ويجب أيضا أن يكون التركيز علي المقاييس التي تهتم بالإنسان وتسهم في بناء الدول.

    ردحذف