بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب
العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
فهدفي من هذه
المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري
أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من
المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور
التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.
إذا تأمّلنا
في الآية الكريمة التي يقول الله تعالى فيها: "وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى
تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ" (الذاريات 55)، نجد أهمية التذكير في حياتنا لدرجة
أنّ الله تعالى يأمر نبيّه الكريم صلى الله عليه وسلم بهذا الأمر. وهذا أمر طبيعي
كوننا ننسى كثيرا ونحتاج إلى تذكير دائم خاصة بالأمور الهامة في حياتنا.
نحتاج أن
نذكّر ويتم تذكيرنا ولكن بالمنهج القرآني الذي يقوم بالتذكير بموضوع معيّن بأساليب
متنوعة فتارة بالأمر المباشر وتارة بالترغيب والترهيب وتارة عن طريق القصص وكل ذلك
بأسلوب بديع، فإذا اتّبعنا هذا المنهج في التذكير، فسيكون أثره إيجابيا أكثر بإذن
الله تعالى.
نحتاج كذلك
أن نذكّر أنفسنا دائما بالمعاني الأساسية في حياتنا وهذا يكون بأساليب متنوعة كالقراءة
والسماع والتأمل والحديث مع الآخرين وغيرها. وكم قرأت لعلماء كانوا يطلبون النصيحة
من أشخاص آخرين رغم علمهم ولكنّهم أرادوا أن يتذكّروا فينتفعوا بشكل أكبر.
وقد يتساءل
البعض، ماذا الذي نحتاج أن نذكّره أو يتم تذكيرنا به؟ الإجابة هنا ليست بهذه
السهولة لأنّ طبيعة الأشخاص وظروفهم وحاجاتهم تختلف، ومع ذلك فهناك أمور أساسية لا
غنى لنا عنها ونحتاج أن نتذكّرها دائما.
أولى هذه الأمور
هي علاقتنا بالله تعالى والتي أعتبرها أهم الأمور خاصة في عصرنا الحالي المليء
بالملهيات والأمور التي تصرفنا عن الله تعالى. نحتاج أن نتذكّر ونذكّر بالأمور
التي تقرّبنا من الله تعالى أو تبعدنا عنه حتى نفوز في الدنيا والآخرة بإذن الله
تعالى.
الأمور
المتعلقة بالأسرة سواء كانت العلاقة بين الأزواج أو الآباء مع الأبناء هي من
الأمور الأساسية التي نحتاج كثيرا أن نتذكّرها أو نذكّر بها. وكذلك تأتي الأمور
المتعلقة بالعمل كل في مجاله وهنا نتكلم عن الأخلاقيات والقوانين والمبادئ بشكل
خاص.
نحتاج كذلك
إلى يتم تذكيرنا بالأخلاق سواء الحسنة منها أو السيئة لأن ذلك من الأساسيات في
حياتنا وهي تدخل في كل شيء تقريبا. ونحتاج كذلك إلى التذكير بأهمية العلم والمعرفة
واستمرارهما مع الشخص دائما لأنّ ذلك أساس في الارتقاء والتميّز على المستوى
الفردي والمجتمعي.
ولا شكّ أن هناك أمورا كثيرة أخرى نحتاج أن يتم تذكيرنا أو نذكّر بها، فكما ذكرت فإنّ الأهمية تتفاوت بين الناس، والنقطة الهامة هنا هي الحكمة في التذكير بحيث تكون الأساليب مناسبة ومتنوعة وفي أوقات مناسبة حتى تؤتي ثمارها وحتى تكون نافعة. والله الموفّق إلى كل خير والحمد لله رب العالمين.
لقراءة المقالة السابقة (الاستماع...تحدّ وتميّز)، يرجى الضغط هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق