بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو
أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد
يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على
كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت
عليّ.
كنت قد كتبت مقالة بنفس عنوان هذه المقالة من قبل بتاريخ
16 فبراير 2021 (عقلية التعلّم)، وما دفعني للكتابة عن هذا الموضوع أنّني قرأت مقولة
جميلة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حفظه الله تعالى يقول فيه: (العلم
هو الذي يصنع الحياة، ومن يتوقف عن التعلّم، يتوقف عن الحياة)، وفي نفس الوقت،
حضرت دورة تدريبية على منصة (اللينكد إن التعليمية) بعنوان (تطوير عقلية التعلّم في
عصر الذكاء الاصطناعي).
عقلية التعلّم من أهم صفات المتميزين، وهو ليس بالأمر
اليسير خاصة مع التقدّم السريع والهائل في جميع المجالات، فالبحوث والكتب
والمقالات والمحاضرات والمؤتمرات لا تتوقف، وهذا يدلّ على وجود الجديد دائما، ومع
وجود الذكاء الاصطناعي بأنواعه المختلفة، فالجديد أصبح أكثر وأكثر بشكل لا
يُتصوّر.
ماذا يعني عقلية التعلّم؟ تعني أن نجعل التعلّم جزءا من
حياتنا بحيث يكون لنا وسائل واضحة نتعلّم منها بشكل مستمر مثل القراءة أو سماع المواد
المسموعة وحضور المحاضرات والدورات التدريبية وغيرها من الوسائل. وتعني كذلك أن
يكون التعلّم جزءا من خططنا الحياتية سواء كانت يومية أو شهرية أو سنوية.
الشخص الذي لدية عقلية التعلّم يكون منفتحا على تعلّم
الجديد وخاصة ما يتعلّق بالتقنيات الجديدة واستخدامها في تنمية نفسه كالذكاء الاصطناعي
التوليدي والذي يعطي للشخص معلومات ونصائح وتوجيهات يستطيع من خلالها الشخص أن
يطوّر نفسه.
ولا يقتصر التعلّم فقط على التقنيات الجديدة وإنما يشمل
كذلك العلوم الشرعية والتي تنبغي أن تأتي كأولوية للشخص لأنها تساعد الشخص على
معرفة دينه وتقوية علاقته بالله تعالى، فالجديد في هذه العلوم كثيرة لأنّ العلماء
لا يتوقفون عن البحث والكتابة وتقديم المحاضرات وغيرها.
تطوير عقلية التعلّم توجيه ربّاني ونبوي من خلال كثير من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة، هذا غير أقوال العلماء وأفعالهم في التعلّم المستمر كما جاء عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى حينما سئل: إلى متى ستطلب العلم؟ فقال: مع المحبرة إلى المقبرة. وهناك الكثير من قصص العلماء الذين كانوا يحرصون على طلب العلم حتى آخر لحظات حياتهم. والله الموفق إلى كل خير والحمد لله رب العالمين.
لقراءة المقالة السابقة (وماذا أعددت لها؟)، يرجى الضغط هنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق