الثلاثاء، 18 يونيو 2019

مشاهدات (28) - الجاذبية الإيجابية والسلبية



بسم الله الرحمن الرحيم




الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.
قد يكون العنوان غريبا بعض الشيء ولكن الأمر بالنسبة لي تحوّل إلى ما يشبه القانون لكثرة ما أشاهده في بيئتي العمل والأسرة.
تخيّل المثال التالي من بيئة العمل: لديك معاملة أو تواصل مع موظّف ما، يتصرف هذا الموظّف بكل إيجابية معك ويساعدك ويسدي إليك نصائح المفيدة. ماذا يحدث بعد ذلك في عقلك؟ يقوم بجذب كل الأمور والمواقف الإيجابية لهذا الشخص بحيث إذا تذكّرت فلان أو ذُكِر أمامك، تتذكر إيجابياته ومواقفه وتقوم بمدحه والدفاع عنه (قانون الجاذبية الإيجابية).
على العكس من هذا، عندما تكون لديك مشكلة أو حصل لك موقف سلبي مع موظف أو مدير ما، فإن عقلك يقوم بجذب جميع المواقف والأمور السلبية المتعلقة بهذا الشخص بحيث لا يُذكر هذا الموظف أو المدير أمامك إلا ولديك تعليق سلبي أو موقف ضدّه لدرجة أنه يتم تفسير أي موقف من هذا المدير أو الموظف بشكل سلبي، أو قُل يتم إيجاد تفسير سلبي له ولو من تحت الأرض!!! (قانون الجاذبية السلبية).  
نفس الأمر يتم داخل الأسرة، حيث يقوم العقل بجذب المواقف والتفسيرات بحسب العلاقة مع شخص ما، فإن كانت العلاقة إيجابية كانت التفسيرات والتعليقات دائما إيجابية، أما إذا كانت سلبية، فالويل لهذا الشخص من التعليقات والتفسيرات بحيث أنه حتى لو قام بعمل خيري إيجابي يُفسّر بشكل سلبي.
ما المشكلة هنا؟ في رأيي أن الإنصاف والعدل يغيبان عند تطبيق هذا القانون، فالتعميم مشكلة ولا بدّ من وضع كل شيء في موضعه الصحيح، إن كانت إيجابيا مدحناه وأثنينا عليه، وإن كان سلبيا لم نوافق على الموقف ونصحنا الشخص إن استطعنا ذلك. والمشكلة الأكبر تقع عند تطبيق قانون الجاذبية السلبية حيث أنه قد تقع بعض المحاذير كالغيبة والسخرية، هذا بالإضافة إلى عدم تقبّل أي رأي أو موقف من الطرف الآخر ولو كان صحيحا وهذا قد يضيّع فرصا كثيرة.
نحتاج إلى ضبط تفكيرنا بحيث نحرص على التوازن والإنصاف والعدل وعدم تحويل المواقف والأحداث إلى أمور شخصية. والله ولي التوفيق والحمد لله رب العالمين.   


لقراءة المقالة السابقة (التبسيط) - نرجو الضغط هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق