الأحد، 30 يونيو 2019

مشاهدات (29) - أدوارنا المختلفة



بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أما بعد:
فهدفي من هذه المقالات هي كتابة أحداث أعايشها أو أشاهدها أو أسمع عنها شخصيا مع بيان وجهة نظري أو تحليلي لهذه الأحداث، وقد يوافقني البعض ويخالفني آخرون وهذا شيء طبيعي لأنه من المستحيل أن يتفق الناس على كل شيء، وسأذكر هذه الأحداث بشكل مختصر مع بيان الأمور التي استفدت منها أو أثرّت عليّ.
نحن نعيش في هذه الحياة بأدوار مختلفة، ويختلف عدد هذه الأدوار باختلاف الأشخاص، ففي الحياة الاجتماعية قد يكون الشخص زوجاً (دور) وأباً (دور) وابناً (دور) وأخاً (دور) وعمّاً أو خالاً (دور) وابن عم أو خال (دور) وهكذا.
وهذا الشخص نفسه له أدوار أخرى في بيئة العمل، فهو موظف (دور) تحت مدير ما، وهو زميل (دور)، وقد يكون مديراً (دور)، وقد يكون عضوا في لجنة ما (دور) وهكذا.
وقد يكون لنفس الشخص أيضا أدوار أخرى كذلك في حياته، فقد يكون عضواً في نادٍ (دور) وقد يكون متطوعاً في جهة ما (دور)، وقد يكون مدرّبا (دور) وقد يكون مستشارا (دور). وما ينطبق هنا على الرجل ينطبق على المرأة.
ما الذي أهدف إليه من ذكر هذا الأمر؟
أولا: الأصل هو عدم خلط الأدوار، فكل دور له مكانه وواجباته وحقوقه، وبعض المشاكل تأتي عندما يمارس الشخص دورا معينا في غير مكانه، كمن يمارس دور المدير – الذي يُفترض أن يكون في بيئة العمل – في المنزل عند كونه أبا أو زوجا، أما كمن يمارس دور اجتماعيا في بيئة العمل.
صحيح أن هناك قواعد عامة وخاصة في التعامل تنطبق على جميع الأدوار، ولكن بشكل عام ينبغي عدم الخلط بينها.
ثانيا: العلم والمعرفة المفيدة مصدرا قوة للشخص، وكلّما زاد الشخص من علمه ومعرفته أصبح – أو أصبحت – أكثر معرفة بالدور الذي يجب أن يقوم به في مكانه الصحيح. وهذا العلم والمعرفة تأتي من القراءة وحضور الدورات والندوات والاستماع إلى المواد الإعلامية المفيدة.
ثالثا: معرفة الأولويات ضرورة وهذا يقتضي أن يعرف الشخص ما هي أدواره الرئيسة وكم وزنها بالنسبة للأدوار الأخرى، فلا يقدّم دورا ثانويا – كالتطوع مثلا – على أدواره الاجتماعية أو العملية الأساسية.
رابعا: النجاح والتميز هو في إعطاء كل دور حقّه وممارسته بالصورة الصحيحة وفي الوقت المناسب.

الموضوع يحتاج إلى فهم عميق وسؤال لأهل الخبرة وقراءة ومعرفة، ولعلي قد فتحت بابا لذلك، والله الموفق إلى خير والحمد لله رب العالمين.

لقراءة المقالة السابقة (الجاذبية الإيجابية والسلبية)، نرجو الضغط هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق